Programme d’Appui à la Qualité de l’enseignement et l'isam

برنامج دعم الجودة بالمعهد العالي للفنون والحرف بالقيروان
المعهد / المدينة: فضاء للتفاعل و التكامل

يندرج مشروع المعهد/ المدينة كفضاء للتفاعل والتكامل في إطار سياسة عامة للدولة التونسية قوامها تكريس ثقافة الجودة في التعليم العالي عبر تأهيل المؤسسة الجامعية و محيطها.
و تقوم ريادية المشروع على تأليف فريد من نوعه بين المعهد العالي للفنون و الحرف و المدينة العتيقة والأطر الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية بالقيروان.
يتأسّس تأهيل المؤسسة الأكاديمية و محيطها وفق فلسفة هذا المشروع على مبد إ بسيط و خلاّق في آن: جعل المدينة العتيقة المتداعية و المهجورة آهلة، آهلة بنخبة منتقاة من مجازي المعهد العالي للفنون والحرف بالقيروان يعيدونها إلى الحياة مجدّدا كي يتصالح ماضيها مع حاضرها. وهنا مكمن التحدّي لأن القيروان بهذه المعاني هي و بكل بساطة البداية.
وقد وقع الاختيار على سوق متداع للسقوط يسمى سوق المواجل مغلقة أغلب دكاكينه منذ أمد فتعهدته جمعية صيانة المدينة بالترميم حتى أصبح قادرا على استقبال الطلبة والمتخرجين واحتضانهم في دكاكينه الورشات كما هيّت نفس الجمعية علويا آيلا للسقوط أصبح بعد ذلك إدارة للبرنامج.
يستقبل فضاء المعهد/المدينة سنويا مجازين و طلبة إجازة في المقام الأوّل، ويمكنه قبول طلبة سنة ثانية عند الاقتضاء وتتولّى هيئة الإشراف البيداغوجي، بالتنسيق مع أساتذة الاختصاص، اختيار المتربّصين الذين ترى أنّهم أهل للإقامة بالفضاء وهؤلاء مدعوُّون لإنجاز مشاريع مُبتكرة في اختصاصات الفضاء و ذات صلة بالتكوين الذي يُؤمّنه المعهد العالي للفنون و الحرف بالقيروان وتبعا لذلك يتمتّع المتربّصون بحق استخدام الورشات و التجهيزات التي يضعها الفضاء على ذمّتهم مع العلم أنّ مدّة الإقامة بالفضاء سنة قابلة للتجديد مرّة واحدة، على أنّ التجديد رهنٌ بتقرير ايجابي في الغرض يُعدّه الأستاذ المُؤطّر.
في نهاية التربّص، تُنظّمُ هيئة الإشراف البيداغوجي، بالتنسيق مع إدارة المعهد معرض بيع خاص بإنتاج المقيمين بالفضاء في أواخر جوان في سوق المواجل، و تعود المداخيل إلى المتربّصين العارضين دون سواهم و تُخصّصُ جائزة لأفضل مشروع يُنجَز خلال السنة الأكاديمية و تتولّى لجنة تحكيم يُعيّنها المُنسّق العام للفضاء إسناد الجائزة و في ختام التربّص تُسْندُ شهادة إقامة بالفضاء إلى مُتربّصي المعهد / المدينة.
يقول الأستاذ عبد العزيز صميدة رئيس المشروع لقد تم استغلال هذا السوق لتحويله إلى ورشات تحتضن الاختصاصات الموجودة بالمعهد وهي الخزف والفسيفساء والأنفوغرافيا والنسيج والبلور والنحت وتصميم الأثاث وذلك بتجهيزه بالتجهيزات التي هي الآن في طور التسليم تباعا ويهدف هذا الفضاء أيضا لتكوين المكونين في هذه الميادين.
فلسفة المشروع في الأصل كانت ترمي إلى احتضان المجازين لمزيد تكونهم عمليا ولكن انتظارا أنه يتجهز تماما فقد تم فتحه لطلبة السنة الثالثة مع العلم أنّه في كل ورشة هناك استاذ في الإختصاص يتابع ويؤطّر الطلبة.
الأستاذة ريم بن الشيخ المشرفة على ورشة الخزف تقول أنّ ميزات هذا المشروع هو أنّ الطالب يجد فرصته كاملة فكأنّه في ورشته الخاصة فيعوّل على ذاته ويكتسب الخبرة اللازمة لبعث مشروعه بعد التخرج فهو يهدف إذا إلى تأهيل الطلبة ماديا ومعنويا نحو تكوين مستقبله وأنا أقترح أن يضيف الطالب عاما آخرا هنا بعد تخرّجه ليعمل لحسابه الخاص فيتشجع عن طريق قروض بعد ذلك لبعث مشروعه الخاص.
الطالب نصر الدين المرسم بالسنة الثالثة خزف يرى أنّ النقائص الوحيدة تتمثل في عدم اكتمال التجهيزات اللازمة ولكن مع دعم الأساتذة المشرفين نتعلم كلّ يوم تقنيات ومهارات جديدة وأنا أفضل ما تعلمته هنا هو الحياة المهنية فعرفت متطلبات السوق وطلبات الحرفاء واكتسبت مهارة استعمال الدولاب وتقنية النحت حتى توصلت إلى نحت وجوه شخصيات تونسية وعالمية معروفة بدقة كبيرة، أنوي بعد التخرج بعث مشروع خاص بي في ولاية الكاف انتفع فيه بالمهارات التي اكتسبتها في المعهد وفي سوق المواجل.