إطلاق سراح الصحفي التونسي لطفي المسعودي

أطلقت القيادة الليبية، اليوم الأحد، سراح الصحفي التونسي لطفي المسعودي، المحتجز منذ أيام في الجماهيرية، وذلك استجابة لمساعي النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين وجبهة مناهضة العدوان على ليبيا

التساؤلات قائمة بخصوص مصير بقية طاقم الجزيرة

هل تمت اتفاقية بين ليبيا و تونس حتى تسنى للمسعود النفاذ من قبضة هؤلاء الارهابيين؟؟؟ و الا فلماذا ما زال ما بقي من الصحفيين محتجزين في ليبيا؟؟؟

الصحافة :
الأوضاع في ليبيا الشقيقة تشغل بال كل تونسي أيا كان موقفه من النزاع القائم، فعلاقات البلدين ترتبط بجسور قرابة وجوار لا يمكن لأي ظرف أن يمسّها بسوء ...
في تونس تشكلت «جبهة لصدّ العدوان على ليبيا» كانت «الصحافة» اول من اورد خبر تأسيسها، وتشكل وفد يضمّ اعضاء من الجبهة وزملاء اعلاميين سافروا الى ليبيا للإسهام في تخفيف حدّة التوتر، وللقيام بمساع من اجل اطلاق سراح الزميل لطفي المسعودي الصحفي بقناة الجزيرة.
في طريق العودة، كان للوفد شعور يختلط فيه احساس الابتهاج بعودة المسعودي الى اهله واحساس بشيء من القلق حول ما يمكن ان تكون عليه الاوضاع المستقبلية للقطر الليبي الشقيق في ظل تدخّل أجنبي وصراع بين ابناء الوطن الواحد.
«الصحافة» اتصلت بثلة من اعضاء الوفد الذين ادلوا بالتصريحات التالية :
البشير الثابتي (ناشط سياسي ونقابي) : جبهتنا هي الأولى من نوعها عربيا
الوفد استقبل استقبالا جيدا من المسؤولين الليبيين، وكانت حواراتنا مثمرة، لقد عبرنا عن وقوفنا ضد العدوان الأجنبي و«جبهة مناهضة العدوان على ليبيا» التي تأسست في تونس هي الأولى من نوعها عربيا.
دخلنا ليبيا وسط القصف، وتوجهنا الى جهات مختلفة في محاولة لربط جسور الحوار من أجل ايقاف نزيف الدم، وعبرنا بوضوح عن أن الحل السياسي هو الكفيل بتجنب مزيد اراقة الدماء.
المسؤولون الليبيون تفاعلوا ايجابا مع مقترحاتنا واشترطوا بالمقابل أن يفك الثوار ارتباطهم مع الغرب، وأن يباشروا حوارا داخليا وأن يمتنعوا عن استعمال السلاح.
أما في ما يخص الصحفي لطفي المسعودي، فان قرار اطلاق سراحه كان متخذا، لكن تطبيقه ظل رهين انهاء بعض الاجراءات والتحقيقات، وبفعل مساعي وفد الجبهة والمجهود الجبار للاخوة الصحفيين وأعضاء نقابتهم المرافقين للوفد تم اطلاق سراح المسعودي بحضور الأخ أحمد الاينوبلي.
شخصيا جلست مع الأمين العام لاتحاد المنتجين في ليبيا وأعلمني أن هناك قرارا بأن الأولوية في التشغيل بليبيا ستظل للتونسيين وأن الأبواب مفتوحة أمامهم. هناك تفاؤل بحلّ الاشكالات القائمة وهناك أشياء سيعلن عنها في أوانها، هناك اجراءات خاصة بالتونسيين ستحصل لتسهيل أعمالهم وإسنادهم التعويضات اللازمة.
نتوجه بالشكر الى سعادة سفير تونس بليبيا صلاح الدين الجمالي الذي استقبلنا أحسن استقبال وتفاعل معنا.
محمد عبد المؤمن (صحفي بجريدة الصريح) : تصحيح الصورة الاعلامية عمّا يحدث في ليبيا
الوضع الليبي وضع معقد، والتعامل الاعلامي معه ظل محفوفا بالغموض، لقد ذهبنا الى ليبيا لتصحيح الصورة وتوضيح ما يجب توضيحه.
يظل المهمّ هو العلاقة بين الشعبين والوشائج العميقة التي يجدر أن نحافظ عليها، نحن مبتهجون لأن الإفراج عن زميلنا لطفي المسعودي أفرح الشعب التونسي، إن ذلك مصدر فخر لنا.
ورغم ذلك تظل هناك مسائل استراتيجية هامة لا بدّ من التعاطي معها بالجدية المطلوبة، وهي العلاقات الاقتصادية المستقبلية.
كيف نحافظ على هذه العلاقات كشريان حيوي يستفيد منه الليبيون والتونسيون بقطع النظر عن الأنظمة?
أمين بن مسعود (صحفي بجريدة الشروق) : بين ما أذيع وما رأيناه بون شاسع
كصحفيين، نتعامل مع المسألة وفق جانبين : ـ الجانب الميداني وهو ما لاحظنا أنه مخالف تماما لما ينشر ويقال ويذاع في المحطات الفضائية، ما شاهدناه هو أن الأوضاع مستقرة، ولولا الاستنفار الأمني والتعبئة، لكانت الحياة اليومية عادية جدّا.
ـ الجانب الصحفي: وهو جانب لا يسير كما يجب، لأن ما ذكرناه من استنفار أمني عطل أي إمكانية للاتصال والقيام بالمهمة الصحفية على الوجه الأكمل.
الانترنات مقطوعة على كامل التراب الليبي إلا في نزل واحد، وهذا مشكل كبير من الزاوية الإعلامية.
أعود لأقول أن بين ما يذاع وبين ما رأيناه بون شاسع وفرق كبير، فقد تم تهويل الأمور.
في الأخير أشير الى الدور الهام الذي قام به سفير تونس في ليبيا صلاح الدين الجمالي لدفع الحوار الى الأمام وتسهيل عملية الافراج عن الصحفي لطفي المسعودي.
محمد الفاتح الكافي (منسق الحركة الشعبية من أجل الديمقراطية المباشرة): حرصا على استقرار ليبيا
منذ أعلنت قناة الجزيرة عن اعتقال مجموعة الصحفيين الذين من بينهم لطفي المسعودي، التقيت بأحد أعضاء المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين الذي بادر بطرح فكرة الاتصال بالسلط الليبية لتيسير عملية إطلاق سراح الصحفي التونسي، وفعلا وفي نفس اللقاء باشرنا الاتصالات بمن يهمه الأمر، وتمت إجابتنا بأن الموضوع سوف يطرح بجدية مع استحسانهم لهذه المبادرة التي تؤكد عمق العلاقة بين الشعبين التونسي والليبي.
وقد ساهمت الحركة الشعبية من أجل الديمقراطية المباشرة بفاعلية في تكوين «جبهة مناهضة العدوان على ليبيا ودعم الحوار والانقاذ الوطني».
وتم الاتفاق على الأستاذ الجامعي منصف وناس كشخصية وطنية مستقلة منسقا لهذه الجبهة.
ورغم تحفظنا على بعض الممارسات الحزبية الضيقة التي أتاها بعض أعضاء الجبهة الا أننا دفعنا باتجاه تكوين الوفد التونسي وتسهيل مهامه وخصوصا الوفد الصحفي، حتى ننجح قدر الامكان في تخفيف حدة الاحتقان الذي أدى الى الاقتتال بين أبناء البلد الواحد والذي اوجد ذريعة للعدوان الخارجي وكذلك كان سراح الصحفي التونسي لطفي المسعودي غاية لنا جميعا. لقد كللت زيارة الوفد الصحفي بالنجاح حيث عاد المسعودي الى أهله وننتظر أيضا ان تكلل جهود الحوار الداخلي بين طرفي النزاع في ليبيا بالنجاح، حقنا لدماء أبناء شعبنا العربي وحرصا على استقرار ليبيا كجزء لا يتجزأ من الوطن العربي.
استقرار ليبيا يعني استقرار تونس، ونجاح مهمتنا الوطنية والقومية يظل غايتنا الأساسية بعيدا عن المزايدات الزعاماتية الضيقة التي تصدر عن بعضهم.