آلاف طفل تونسي يعانون من السكري.. والإشهار أبرز المتهمين 5
تونس-الصباح
يعاني حوالي 5 ألاف طفل تتراوح اعمارهم بين 3 و7 سنوات من مرض السكري هذا الداء الذي بلغت نسبة الاصابة به 7 بالمائة بين التونسيين وذلك وفق ما ذكره الدكتور احمد غطاس رئيس جمعية مرضى السكري .
ولاحظ خبراء في التغذية أن الارتفاع في عدد الأطفال المصابين بمرض السكري من صنف 2 يعود أساسا لاستفحال ظاهرة السمنة حيث تكشف الأرقام ان نسبة السمنة عند الأطفال ما قبل 5 سنوات ارتفعت الى 5.6 بالمائة عند الذكور و 7.2 بالمائة عند الإناث حسب أخر الإحصائيات الصادرة لسنة 2006 .
و تؤكد الدكتورة فايقة بن مامي بن ميلاد أستاذة مبرزة في المعهد الوطني للتغذية أن مرض السكري يزداد انتشارا يوما بعد يوم لدى جميع الفئات العمرية
و لكن اللافت للانتباه حسب الدكتورة مامي أن مرض السكري من صنف 2 والذي يصيب عادة الكهول وكبار السن جراء السمنة وقلة النشاط البدني بدا في الانتشار خلال السنوات الأخيرة عند الأطفال و هو من أنواع السكري الأكثر خطورة لا سيما انه يمس القلب والشرايين مما يتسبب في مضاعفات حادة نراها عادة عند الكهل وأصبحت تهدد صحة الطفل بدوره.
وحول أسباب انتشار هذا النوع من السكري في صفوف الأطفال توضح الدكتورة مامي أن التغذية المفرطة من العوامل التي تسهم في انتشار هذا المرض خصوصا تلك الغنية بالحريرات والدهنيات والسكريات، فالطفل يميل إلى الأنظمة الغذائية الغير صحية كالأكلات الخفيفة والمشروبات الغازية والحلويات التي ساهم في تدعيمها الإشهار.
و ترى السيدة مامي ان الإشهار في التلفزة يحث بصورة مباشرة الأطفال والمراهقين على استهلاك الأكلات الخفيفة والسكريات والدهون وذلك بسبب المعلقات الاشهارية التي غزت حتى جدران المدارس، فمع الإقبال على هذا النمط الغذائي وفي ظل قلة الحركة عند الأطفال الذين يقضون معظم أوقاتهم أمام شاشة التلفاز اثبتت البحوث العلمية ان الأطفال يقضون أكثر من 3 ساعات أمام جهاز التلفزة او الحاسوب وهو ما سهل انتشار هذا الصنف من مرض السكري في صفوف الأطفال.
و بين خبراء في التغذية انه تحسبا لانتشار هذا المرض تبقى التغذية المتوازنة والنشاط البدني من العوامل التي تسهم في حدة انتشاره وفي هذا الصدد تؤكد الدكتورة مامي انه من الضروري نشر ثقافة غذائية صحية في الأوساط المدرسية وتحفيز الأطفال على ممارسة الرياضة. ولئن بينت الدكتورة أن التغذية المفرطة والإشهار وقلة الحركة من العوامل التي تسهم في بروز مرض السكر فان الدكتور احمد غطاس يبين أن العامل الوراثي له جانب كبير في بروز داء السكري لدى الأطفال اخذا بعين الاعتبار العوامل الجينية و لان هذا الداء يصيب فئة عمرية خاصة يتساءل البعض عن سبل الإحاطة بهذه الفئة والتكفل بمصاريف العلاج لا سيما لتلك التي تستعمل حقن الأنسولين.
و في هذا الصدد يوضح رئيس جمعية مرضى السكري أن الأطفال الذين يعانون من هذا الداء يخضعون إلى عناية متكاملة حيث تعمل الجمعية بالتنسيق مع إدارة الطب المدرسي ووزارة الصحة و وزارة الشؤون الاجتماعية على توعية الإطار التربوي من ذلك تدريب معلمي التربية البدنية على كيفية التعامل معهم إلى جانب تامين رعاية تربوية ونفسية لهؤلاء الأطفال، علاوة على ذلك يتم تكوين الطفل المريض على المراقبة الشخصية إضافة إلى توعية والدته سواء في الجمعية أو خلال الفترة التي يقضيها في المستشفى إلى جانب تمتعهم بالة مجانية لقيس السكري
و يضيف المصدر نفسه آن الأطفال يتمتعون برعاية طبية واجتماعية شاملة سواء كان ذلك في نطاق التكفل بمصاريف العلاج والمستلزمات العلاجية أو المراقبة الدورية.
و لعل المشقة التي يتكبدها طفل لم يتجاوز عمره الست سنوات يعاني من داء السكري تجعل البعض يلجا إلى التداوي بالأعشاب أو الى الأدوية التي تروج لها بعض الفضائيات ولاعتقاد عائلة الطفل في نجاعة هذه الوسائل في القضاء على هذا الداء