colloque du dialogue dans les programmes scolaire

وبينت الدكتورة المغربية كنزة الغالي في مداخلتها بعنوان التّواصل بين الجامعات والتّبادل العلمي والطـّلابي في خدمة الانفتاح على الآخر أنه يجب على الجامعة أن تنفتح على المجتمعات وتضطلع بدورها الأساسي ولا تقتصر فقط على الجانب الأكاديمي وإنّما يجب أن تتعدّاه إلى المساهمة في إيجاد حلول للقضايا الكونيّة الإنسانيّة والحضاريّة. ولن يتأتّى ذلك إلاّ إذا انفتحت الجامعة على الآخر بجميع تصانيفه ومكوّناته وهويّاته وذلك عبر حلقات حوار تعرض فيها الإشكاليّات والصّعوبات والخلافات والاختلافات وتناقش للتوصّل إلى بدائل وحلول تخدم الأطراف المتحاورة والقضايا الإنسانيّة. ويبقى تبادل التّدريب الطّلابي من بين السّبل النّاجعة لاستمرار التّعاون والحوار بين هذه المؤسّسات عبر تراب المعمورة وترسيخ وعيهم بأحداث العالم الإسلامي والعربي وتوضيح أو تصحيح الرّؤية لدى الآخر عن "الأنا".
وأضافت أنه في ظلّ المناخ العالمي الحالي الذي يتميّز بالصّراع والتّطاحن والحروب يبقى الانفتاح والحوار وقيم الاحترام المتبادل والاعتراف بالاختلاف والتنوّع الحضاري والثـّقافي والدّيني من بين السّبل الحضاريّة المثلى لمنع الظّلم والقهر وإقرار السّلم في إطار مشروع إنساني كبير يحثّ على مكارم الأخلاق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر والتطرّف ويدعو إلى العدل والمساواة.
واقترح الأستاذ أحمد بوشحيمة المتفقد العام للتربية بتونس عدد حلول في مداخلته التي عنونها بتربية الطـّالب المسلم على الحوار في المجتمعات المتعدّدة دينيّا العمل على مزيد تبادل الخبرات بين دول العالم الإسلامي على مستوى المهتمّين بشؤون التّربية والتّعليم في مجال ثقافة الحوار مع المخالفين في الدّين. و إصدار مؤلّف يرصد النّصوص القرآنيّة ومآثر السّنّة النّبويّة قولا وسيرة والآثار الإسلاميّة الصّحيحة التي تبرز سماحة الإسلام وآداب التّعامل مع المخالف في الدّين على أن يعمّم هذا المؤلّف على أوسع نطاق ممكن. وإحداث موقع الكتروني يتيح فرصا واسعة للشّباب من مختلف الدّيانات للحوار وتبادل الرّأي. والحرص على أن تهتمّ المناهج التّعليميّة بمعالجة قضيّة الاختلاف الدّيني معالجة مستنيرة بهدي الإسلام الحنيف أكثر فأكثر. وإحداث جائزة لأفضل البحوث أو المشاريع المنشورة خطيّا أو رقميّا، التي تهتمّ بقضايا الاختلاف الدّيني وسبل التّعايش مع الآخر في كنف السّلم والأمن. وإحداث نشريّة دوليّة تتبنّاها منظّمة الإيسيسكو تهتمّ بترسيخ ثقافة الحوار والتّسامح. وإحداث مسابقة دوليّة للشّباب من مختلف الدّيانات لإنتاج عمل فنّي (شعر، مسرح، قصّة، فنّ تشكيلي...) يخدم ثقافة الحوار والانفتاح على الآخر.

وأكد الأستاذ محمد سخّـانة متفقّد أوّل للمدارس الإعدادية والمعاهد في مداخلته دور الكتاب المدرسي في تنمية ثقافة الحوار أن الحوار والتواصل في المجال المدرسي والتربوي فهو كفاية compétenceمن الكفايات التي تشتغل عليها المنظومة التربوية، وتعني قدرة الأفراد على التفاعل الفكري والمعرفي والعاطفي والسلوكي مع الآخرين والاستمرار في التواصل معهم بشكل إيجابي في مناخ من الراحة والطمأنينة.
وبيّن أن كفاية الحوار علامة لتوازن الشخصية والثقة بالنفس وأنّ أوّل شرط لقيام حوار بين طرفين هو الاستعداد المبدئي لقبول الآخر المختلف، والإنصات إلى ما يقول واحترام حقه في تبني الآراء والموقف، والدفاع عنها في كنف الأدب واللياقة. وأظهر أن للحوار ثلاث مستويات: حوار مع الذات، (مونولوغ)، ومع الآخر، (ديالوغ)، ومع العالم جملة وتفصيلاً، (ديالكتيك)، وهذه المستويات الثلاث تتداخل مكوناتها وتتفاعل تفاعلا جدليا مستمرا يؤدي عادة إلى حدوث تطورات في موقف الفرد من الحوار وقدرته عليه وتعامله مع الآخر ثقافة ومعرفة وقبولا.
وبين الأستاذ في حديثه عن الكتب المدرسية لمادة التربية والتفكير الإسلامي أن المنهج الذي تريد هذه المادة تأسيسه في ممارساتنا التعليمية والتعلّمية يقوم على أساس تحويل الشعور الباطن بالعقيدة إلى حركة سلوكية واقعية، تتدرّج بالتلميذ في اكتشاف ثوابت العقيدة الإسلامية وبناء تصوّر للكون والحياة قائم على التوحيد باعتباره رؤية عقلانية متكاملة تحقّق مصالحة الإنسان مع نفسه وخالقه وتبني جسور التواصل بينه وبين محيطه الطبيعي والاجتماعي. وأنه صدر جيل جديد من الكتب المدرسية في الفترة ما بين 2002 و 2008 ، جاءت مختلفة عن سابقاتها شكلا ومضمونا ومنهجا، اتسمت خاصة بكثافة الأنشطة الواردة فيها وتنويع السندات والموارد، بما يستهدف المستويات الثلاثة للحوار (حوار الذات وحوار الآخر وحوار العالم) والأبعاد الثلاثة للعملية التربوية، المعرفية والمهارية والسلوكية الوجدانية.

انتهى المشاركون خلال الندوة الدولية حول دمج قيم الحوار الإسلامية وتعزيزها في مناهج التعليم والتي نظمتها الأسيسكو بالتعاون مع وزارة التربية والتكوين من 12 إلى 14 أكتوبر 2009 بالقيروان في إطار تظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية إلى جملة من التوصيات الهامة والتي نوردها كما يلي:


1. عقد دورات تدريبية للمدرسين في مجال التربية على الحوار وحقوق الإنسان و المواطنة.
2. العمل على نشر الوثائق الصادرة عن المؤتمرات التي تعقدها المنظمات الدولية والإقليمية في هذا المجال
3. تنظيم ملتقيات ودورات تدريبية وتبادل التلاميذ والطلبة بين الدول العربية والإسلامية تسهيلا للتواصل والتعارف بينهم.
4. تكوين فريق عمل من الكفاءات العلمية من المسلمين العاملين في الجامعات الأوروبية لمتابعة إستراتيجية العمل في مجال التربية على قيم الحوار ولاستثمار توجيهات المؤتمرات و الندوات التي تعقدها الإسيسكو .

5. تفعيل التوجيهات الصادرة عن إعلان القيروان (يوليو- جويلية 2009).
6. إنشاء جائزة أفضل بحث و أفضل دراسة أعدت في مجال الحوار و ترتيب حقوق الإنسان القانون الدولي العام:اتفاقيات جنيف الأربعة والبروتوكولات المكملة لها.
7. توسيع مفهوم الآخر في المناهج التعليمية والكتب المدرسية ليشمل الآخر من الحضارات اليابانية والصينية والتايلاندية والهندية لما لديهم من تعددية ثقافية.
8. العمل على توحيد المناهج التعليمية والمقاربات المعتمدة في بناء الكتب المدرسية بما يحقق مراعاة التنوع الثقافي والديني.
9. وضع إستراتيجية موحدة للمناهج الدراسية وإدراج قيم التربية على السلام والحوار و حقوق الإنسان.
10. دعوة الإسيسكو إلى تكليف خبراء لإجراء دراسة على مستوى الدول الإسلامية حول صورة الآخر في الكتب المدرسية.
11. وضع إستراتيجية لتقويم جهود الدول والمؤسسات ومن بينها جهود الايسيسكو في مجال حوار الحضارات وإدراج ثقافة الحوار وحقوق الإنسان في المناهج الدراسية في دول العالم العربي والإسلامي.
12. - الإفادة من النصوص التاريخية للمسلمين " مثال صحيفة المدينة " وتوظيفها في تعزيز ثقافة الحوار مع الآخر.
13. إحداث مسابقة دولية للشباب من مختلف الديانات لإنتاج أعمال فنية (شعر، مسرح، قصة، فن تشكيلي، ...) تخدم ثقافة الحوار والانفتاح على الآخر
14. إحداث موقع على شبكة الإنترنت يمثل فضاء للحوار بين الشباب من مختلف الديانات
15. دعوة الإسيسكو إلى تكليف لجنة لمتابعة التوصيات الواردة في هذه الوثيقة والعمل على تنفيذها.