تونس-الصباح
لا تزال « حكاية « شريط الفيديو المثبت على الموقع الاجتماعيّ « فايس بوك « والّذي يظهر من خلاله الفنّان محسن الشّريف وهو يغنيّ في حفل خاصّ بمدينة « ايلات « الاسرائيليّة ... لا تزال تثير العديد من ردود الأفعال في أوساط الفنّانين والمثقّفين ...
ففضلا عن التّعاليق المستهجنة بالكامل لهذه الخطوة الّتي أقدم عليها هذا الفنّان وخاصّة حركته الاستفزازيّة وغير المحسوبة الّتي أتاها والمتمثّلة في هتافه - وهو يغنّي - بحياة بنيامين ناتنياهو رئيس الحكومة الاسرائيليّة نزولا عند رغبة أحد الحاضرين...
فانّ هناك - من بين الّذين استفزّهم هذا السّلوك - من ذهب الى حدّ المطالبة باخضاع هذا الفنّان للمساءلة المهنيّة من قبل النّقابة التّونسيّة للمهن الموسيقيّة وانزال العقوبة بحقّه كأن يقع عزله وتجريده من بطاقة الاحتراف الفنّي ومنعه من المشاركة في الحفلات العامّة ... هذا فضلا عن فريق آخر ذهب أبعد من ذلك وطالب باخضاعه للمساءلة القضائيّة بل وحتّى سحب جنسيّته التّونسيّة
ولأنّنا لا نريد أن نكون كمن « يصبّ الزّيت على النّار» أو كمن يغيّب طرفا بعينه أو يتعسّف على حقّه في أن يدافع عن نفسه فقد حاولنا الاتّصال مرارا وتكرارا بالفنّان المعنيّ بالأمرولكن يبدو أنّه يفضّل التزام الصّمت ... فهاتفه الجوّال يجيب بعبارة واحدة
« لا يمكن الاتّصال بمخاطبكم في الوقت الحاضر « وذلك مهما كان الوقت الّذي تتّصل فيه ... ما يعني أنّه يتعذّر الاتّصال به في كلّ الأوقات ...
وقبل أن نفسح المجال لردود فعل عدد من الّذين اتّصلنا بهم من موسيقّيّين وشعراء أغنية لاستجلاء مواقفهم ... نريد ان نطرح بعض الأسئلة الّتي نرى انّها تفرض نفسها في هذا السّياق :
لماذا - مثلا - لم يقع التّشهير- وبنفس الحدّة - بعدد آخر من الفنّانين التّونسيّين والعرب الّذين سبق لهم أن أحيوا حفلات غنائيّة مماثلة في اسرائيل قبل محسن الشّريف نفسه ؟ ...
ولماذا يقع التّرويج لهذه الحادثة في هذا التّوقيت بالذّات ... علما بأنّ الحفل موضوع الحادثة قديم ويعود تاريخه لأكثر من سنتين ؟
حاتم القيزاني : أطالب بعزله
الشّاعر الغنائيّ حاتم القيزاني عضو النّقابة التّونسيّة للمهن الموسيقيّة ، وبعد أن أفادنا بأنّ بيانا رسميّا « ساخنا « سيصدرلاحقا عن مكتب النّقابة يسجّل من خلاله موقفه من « الحادثة « أكّد لنا أنّه وبصفته الشّخصيّة يستهجن هذا التّصرّف المشين من طرف الفنّان محسن الشّريف ويضمّ صوته دون تحفّظ الى أولئك الّذين يدعون الى عزله و اخضاعه للمساءلة وانزال العقاب المهنيّ به ... بمعنى مقاطعته وسحب بطاقة الاحتراف الفنّي منه «بل وحتّى سحب جنسيّته التّونسيّة ان لم يعرب عن ندمه واعترافه بالخطأ والجرم الّذي ارتكبه في حقّ صورة وسمعة الفنّان التّونسيّ والأغنية التّونسيّة» ...
الموسيقار أسامة فرحات : لا للتّطبيع
أمّا الفنّان أسامة فرحات كاتب عامّ النّقابة التّونسيّة للمهن الموسيقيّة فقد أفادنا أنّه باسمه الشّخصيّ وأيضا بصفته كاتبا عامّا للنّقابة التّونسيّة للمهن الموسيقيّة فانّه يرفض كلّ أشكال التّطبيع الثّقافيّ والفنّي مع اسرائيل ويطلب من السّلط التّونسيّة المعنيّة منع أيّ فنّان تونسيّ من السّفر الى اسرائيل تطبيقا لقرارات الجامعة العربيّة في هذا الخصوص ... كما يطالب الموسيقيّين والفنّانين التّونسيّين بالامتناع عن هذا السّلوك الّذي يسيء الى صورة الفنّان التّونسيّ ... كما يطالب أيضا « الشّعب « التّونسيّ ( يصرّ على عبارة الشّعب ) بأن يقاطع حفلات الفنّانين التّونسيّين الّذين ذهبوا ويذهبون الى اسرائيل ليكون ذلك بمثابة الموقف الشّعبيّ الرّادع لهؤلاء ...
محسن الزّغلامي