المقاهي تحتل الأرصفة

أصبحت مقاهي القيروان في رمضان هذه السنة تشكل مصدر قلق وإزعاج للمواطن بسبب اعتدائها الهمجي على حرمة الطريق وتعمدها ليلا حيازة الأرصفة والطرقات والساحات والمساحات البيضاء و الخضراء دون أدنى احترام لادنى شروط المواطنة.
فهذه المقاهي تبدأ عملها قبل ساعات من موعد الإفطار بالاستعداد لاستقبال روادها بعد الإفطار فيقوم البعض من عمالها بالداخل بإعداد كميات هائلة من القهوة والشاي والعصائر وتبريد كميات هائلة من قوارير المشروبات الغازية والمياه المعدنية وتحضير مستلزمات الشيشة.وخارج المقهى يتكفل " الصناع " بتنظيف كل المساحات المحيطة بالمقهى ورشها مرارا بالماء ثم نشر مئات الكراسي والطاولات فى كل الأمكنة القريبة من محيط المقهى , على الأرصفة وبأجزاء من المعبد وعلى المساحات الخضراء والبيضاء وبمأوي السيارات وأمام المحلات التجارية المغلقة والإدارات العمومية هذا بالإضافة إلى تركيز شاشات تلفاز عملاقة وإشعال كوانين ضخمة مليئة بالفحم المعد لـ " ولعات الشيشة " . ولتغطية هذه المساحات الإضافية المستغلة لجأ أصحاب المقاهي في رمضان إلى كراء مئات الكراسي والطاولات من محلات معدات الأفراح وانتدبوا عمال وقييين إضافيين للقدرة على الاستجابة لطلبات حرفائها وروادها .
فقد استغل أصحاب هذه المقاهي حساسية المرحلة التي تمر بها بلادنا وغياب تدخل أعوان المراقبة الاقتصادية والصحية و التراتيب البلدية ليضربوا بالقانون عرض الحائط ويتجاوزا الخطوط التي يشترطها القانون المنظم لمهنتهم فاعتدوا على حرمة الطريق والرصيف وحازوا عديد المساحات واستغلوها ليلا لاستقطاب رواد أكثر وتحقيق ربح أوفر, غير عابئين بحق المواطن والمترجل الذي أصبح مروره أمام هذه المقاهي مستحيلا لان الأرصفة والمساحات المحيطة بها تملؤها الكراسي و الطاولات والطريق تحتلها السيارات والدراجات العادية والنارية المتوقفة هذا بالإضافة إلى كثرة الضجيج و الكلام البذيء الصادر عن بعض لاعبي الورق المتشنجين يتواصل إلى وقت متأخر من الليل ويصل عند البعض إلى حدود آذان الفجر
فرغم أن هذه المقاهي تمثل ملاذ المواطنين بعد الإفطار للترفيه عن الأنفس بعد الصيام والتمتع بنسائم الصيف ولعب الورق وتدخين النرجيلة واحتساء المشروبات, إلا أنها أصبحت تشكل مصدر قلق وازعاج للمتساكنين والمارة من الأطفال والنسوة خاصة وتمثل خطرا على مستعملي الطريق من المترجلين والسواق وتسبب في حوادث سير وحوادث مرور ناتجة عن تضييق الطريق من قبل اصحاب المقاهي. وأما عن الخدمات المقدمة فان أغلب هذه المقاهي لا تحترم القواعد العامة للنظافة وتفرض أسعارا إضافية على حرفائها
ومن أغرب المشاهد التي تتكرر هذه الأيام بدائرة المنصورة التابعة لمعتمدية القيروان الجنوبية هو تحول منطقتها الخضراء الوحيدة إلى مرعى للماعز والخرفان ومربط للبغال والبهائم في النهار وأما في الليل فتكتسحها عشرات الكراسي والطاولات التابعة لأحد المقاهي ليصبح المكان أشبه منه بـ " الزردة " . كما قام صاحب مقهى آخر ينتصب وسط المدينة بحيازة مأوى للسيارات ووضعه على ذمته ليلا حيث يقوم عماله في المساء إلى ملئه بالكراسي ومنع السيارات من الوقوف والتوقف به ليلا ... إنها جزء من مشاهد كثيرة ومتنوعة لظاهرة عمت القيروان وللحديث عنها يعجز كل لسان.
والواضح أن هذه المقاهي في حاجة أكيدة إلى مراقبة دورية من كل الأطراف المعنية وإصدار قرارات ردعية بشأن المحلات المخالفة سواء بغلقها أو تسجيل محاضر ضدها وذلك حتى لا تتفشى هذه الظاهرة وتتواصل إلى ما بعد شهر رمضان
المراسل : جمال الدين الذهبي
المقال صدر بجريدة الصريح يوم الثلاثاء 23 أوت

لا تعليق على كل هاته الفوضى لكن يا رب قرار إزالة الأنتصاب الفوضوي يشملهم