جائحة طبيعية

لم يمنع وابل الأمطار الطوفانية التي تهاطلت على ولاية القيروان مقابلة الشبيبة والنجم الساحلي من مواصلة شوطها الثاني فقط بل ضرب منطقتين سقويتين مشهورتين بإنتاجهما من القرعيات، منطقة الحوفية الجنوبية وأولاد زاير بين معتمديتي حفوز والشبيكة من ولاية القيروان ، لم يكن غيثا نافعا خالصا، فقد كان مدججا بوابل من حبات البرد ذات الحجم الكبير (الحجر) تواصل رجمها خمس وثلاثين دقيقة، أدت إلى إتلاف عشرات الهكتارات من الأراضي السقوية بعدد من المناطق الفلاحية بولاية القيروان خصوصا بين الشبيكة وحفوز.
"الصحافة" تحولت إلى عين المكان في رحلة أمنتها جمعية الصحفيين بالقيروان بالتعاون مع مركز الولاية، وتابعت تأثير الجائحة الطبيعية في حقول القرعيات والخضر والحبوب والأشجار المثمرة وكذلك المواشي.
يؤكد احد الفلاحين الشيوخ والذي ذهبت السيول ببعض شياهه أنّها المرة الأولى التي يرى فيها قسوة الطبيعة بتلك القوة وذلك الزمن القصير والتي أودت بأحلام الصابة الوفيرة عند فلاحي المنطقة المشهورة بجودة انتاجها.
ويؤكد الفلاحون الذين تجمعوا حول المسؤولين الجهويين الذي ذهبوا لمعاينة الأضرار ومواساة الأهالي ان نسبة الأضرار تراوحت بين 70 و100 بالمائة حسب الحقول وحسب المغروسات. ولكن الضرر الأكبر أصاب القرعيات (الدلاع والبطيخ) التي لا مجال لتداركها وقد ذكر مندوب الفلاحة أن منطقة أولاد الزاير من أهم المنتجين للقرعيات البدرية ذات القيمة العالية مما جعلها من أكبر المشغلين في اليد العاملة الفلاحية.
مطالب الفلاحين تركزت على طلب الدعم للحاق بموسم الطماطم عساهم يقدرون على الوفاء بالتزاماتهم فهم مكبلون بالديون وتبخر حلم التسديد وتوفير لقمة العيش.
كما طالب الفلاحون بجدولة ديونهم مع تمكينهم من مساعدات مادية من مشاتل وأدوية وبذور تمكنهم من استئناف الموسم الفلاحي المقبل.
لا بد ان يتم التدخل عاجلا فالفلاحون الذي تعطلت أمورهم وتبخر رأس مالهم، يخشون ان يستغرق تكوين اللجان وتواصل الاجتماعات وقتا طويلا مما يؤدي إلى تأجيل التعويضات وبالتالي خسارة الموسم الفلاحي بصفة تامة.