kairouan féte la dance

القيروان ترقص
احتفالية كبيرة بالحياة وبالمستقبل

في إطار الربع النهائي للرقص الفني والرياضي انتظمت بالمركب الثقافي بالقيروان صباح الأحد 24 أفريل عروض للرقص الجماعي والفردي واكبها جمهور غفير من الشباب المهتم والذي تفاعل مع الأطباق المتنوعة فامتد الرقص من الركح إلى القاعة في جوّ احتفالي رائع.
وجه آخر غير مألوف للقيروان لمسناه من خلال العدد الكبير للمشاركين الذين مارسوا جميع أنواع الرقص العصري والرياضي والآلي في احتفالية كبيرة بالحياة والمستقبل.
السيدة أسمهان الشعري كانت حاضرة ضمن فريق الجامعة التونسية للرقص لتقييم العروض المقدمة والتي عبّرت لـ«الصحافة» عن ابتهاجها بهذا الإقبال الشبابي على المشاركة والمشاهدة والتي لمستها قبل ذلك في عروض ربع النهائي في تونس العاصمة بالمركز الثقافي المنزه السادس وبمدينة المنستير والتي دارت في جوّ جديد من الإحساس بالمواطنة فحتى العروض حملت عناوينها أسماء الثورة ودارت في جو حماسي وثوري بشباب يحب العمل والعلم وأضافت أنّها متفائلة بمستقبل الرقص فهناك إقبال كبير من الشباب على الانضواء تحت مجموعات منظمة فالثورة قطعت مع التهميش وشجعت البعيدين على الانخراط في النوادي المفتوحة في دور الثقافة والشباب التي رجعت إلى لعب دورها الحقيقي دون استغلال أو تهميش أو توظيف. فالحرية لها دورها الكبير في هذا التغيير في عقلية الشباب الذين وجدوا أنفسهم يرومون تقديم ما يرونه صالحا للبلاد.
مراد الحمري قيدوم مدربي الرقص في القيروان يعود بعد خمس سنوات من الغياب للإقصاء الذي تعرض له رغم رئاسته لأقدم جمعية للرقص الفني والرياضي في القيروان يشارك بعد سنوات الجفاف في هذا الربع النهائي بلوحات جماعية وفردية طامحا في الرجوع إلى التتويجات التي بلغت الخمس بطولات وهو يدعو الشباب إلى الانخراط في النوادي حتى يجدوا من يؤطرهم ويصقل مواهبهم ويحفظهم من أخطار الشارع.
التلميذة أمل فرجاني تدرس بالسنة الثالثة آداب تعتبر الرقص النشاط الوحيد الذي يشبعها ثقافيا ورياضيا ووالداها يشجعانها على ممارسة هذا النشاط رغم تحرّز عديد الأولياء من ذلك.
أشرف عيادة تلميذ بالسنة الأولى ثانوي يمثل له الرقص وسيلة لتفجير طاقاته المكبوتة وهو سعيد بالمشاركة في هذا الدور خصوصا وأن والديه موجودان بين الجمهور.
محمد الزعيري تلميذ بالسنة الثالثة علوم يرى أنّ الرقص يمثل له الكثير في حياته فطاقته لا يحسن تفريغها إلا في الرقص رغم نظرة بعضهم الدونية له بالرغم أنّه فنّ جميل ورياضة يجعلك تحس بالتوازن البدني والعاطفي.
المدرب سامي الخضراوي من الوجوه المعروفة في نوادي الرقص الفني والرياضي يشرف على عديد المجموعات بالمركب الثقافي أسد بن الفرات ويساهم في هذا المهرجان بست لوحات جماعية وعديد العروض الفردية التي تحكي ثورة تونس والثورات العربية وهو يعتبر أن الرقص تعبير جميل عن حياتنا وأحاسيسنا، وعن منخرطي ناديه يشير إلى أنهم متنوعون بين تلاميذ وطلبة ينفّسون عن طاقتهم الكامنة في نطاق تربوي سليم وأن هذا النوع من النشاط يجعلهم يتقدمون حتى في دراستهم للتوازن الذي يحصلون عليه ذهنيا وجسديا.
زهرة الخليفي من أبرز العناصر المشاركة في هذا الدور الربع النهائي وهي ترى أنه يمكن بالرقص تقديم القيروان الحديثة والمتطورة، وهي تعتبر الرقص نشاطا متكاملا ينفس عن الطاقات الخلاقة داخل الإنسان ولا يتعارض مع المجتمع أو التقاليد وأضافت عندما أرقص أحس أنّي أطير وأحلّق بعيدا عن زيف الحياة.
المدربة رحاب بن حسين قدّمت عن طريق فتياتها عروضا كلاسيكية راقصة تمرّنّ عليها في قاعة رقص خاصة مختصة في الرقص الكلاسيكي والعصري تضم ثلاثين عنصرا من الفتيات من سن ثلاث سنوات حتى خمسة عشر وهي ثاني مشاركة لها بعد مرورها للدور النهائي السنة الماضية، ترى المدربة أنّ هناك مستقبلا للرقص الكلاسيكي في القيروان فالأولياء يقبلون على تسجيل بناتهم ويشجعوهنّ بإحضارهنّ بصفة منتظمة ومتابعتهن في العروض.