واقع وآفاق الفلاحة البيولوجية

نظمت الهيئة الجهوية لعمادة المهندسين التونسيين بالقيروان ندوة جهوية حول واقع وآفاق الفلاحة البيولوجية بالقيروان يوم الجمعة 12 نوفمبر 2010 بدار الفلاح تحت إشراف والي القيروان السيد يس بربوش والمهندس غلام دباش رئيس عمادة المهندسين التونسيين.
شهدت الندوة كلمة للسيد والي القيروان أكّد فيها على أهمية الفلاحة في اقتصادنا بمساهمتها ب 13 بالمائة في الناتج المحلي الإجمالي واستقطابها 9 بالمائة من الاستثمارات الجمليّة فضلا عن استقطابها ل16 بالمائة من اليد العاملة النشيطة. كما أشار إلى حضوة الفلاحة البيولوجية في تونس التي بادرت منذ سنة 1999 بوضع تشريعات عامّة تخصّ قطاع الفلاحة البيولوجيّة كما تمّ ترتيب بلادنا في مقدمة البلدان الإفريقية وفي المرتبة 24 عالميّا بفضل ما حققته من تقدّم في مجال النهوض بالفلاحة البيولوجيّة التي تمتد على مساحة 336 ألف هكتار ومن المنتظر أن ترتفع إلى 500 ألف هكتار في موفى 2014، مع العلم أن في ولاية القيروان 17860 هكتار حتى موفى 2009 مخصص للفلاحة البيولوجية موزعة على 184 مستغلة علما أنّ هذا النوع من النشاط الفلاحي انطلق في الولاية منذ سنة 2003 ب85 هكتار فقط.
وشملت الندوة أربع مداخلات تمثلت في واقع وآفاق الفلاحة البيولوجية للآنسة زهرة بن عمّار من الإدارة العامة للفلاحة البيولوجيّة وأسس وتقنيات الفلاحة البيولوجيّة للسيد هيثم الواعر من المركز الفني للفلاحة البيولوجية بسوسة، المداخلة الثالثة تعلّقت بخطّة النهوض بزيت الزيتون البيولوجي للسيدة خديجة بن يوسف الشتيري من الديوان الوطني للزيت أمّا المداخلة الرابعة فاهتمت بإجراءات المراقبة والتصديق في الفلاحة البيولوجيّة للآنسة حسنية قنيشي من مكتب المراقبة والتصديق.
وتعتبر الفلاحة البيولوجية منظومة تصرف في الإنتاج عامة وشاملة ومستديمة يحجر فيها استعمال المواد الكيمائية المصنعة (أسمدة و مبيدات) وكل المدخلات التي تغير النمو الطبيعي للنبات أو الحيوان. ترتكز على التطور العلمي و نتائج البحوث في مجال المعاملات الزراعية و تربية الحيوانات و التحويل الغذائي.
تنظم الفلاحة البيولوجية قوانين و3 كراسات شروط صدرت سنة 2003 و 2005وتخضع المنتجات البيولوجية إلى مراقبة و تصديق خلال كل مراحل الإنتاج والتحضير.
وتهدف الفلاحة البيولوجية أساسا إلى حسن استغلال الموارد الطبيعية وتثمين صحة المنظومة الزراعية البيئية واستعمال مستلزمات ومدخلات خاصة محلية وملائمة ومتجددة للحصول على منتوج متنوع وصحي وذي جودة و إلى المحافظة على صحّة الإنسان والنهوض بالتصدير.
وترتكز الفلاحة البيولوجية على التطور العلمي ونتائج البحوث في مجال المعاملات الزراعية وتربية الحيوانات والتحويل الغذائي.
علما وأنّ زيت الزيتون يتربّع على عرش الزراعات البيولوجية في تونس على أرض تفوق مساحتها 120 ألف هكتار أي بما يساوي 40 بالمائة من المساحة البيولوجية المستغلّة بإنتاج بلغ سنة 2009 ب 25 ألف طنّ بعد أن كان 3 ألاف طن فقط سنة 1999. وهذا التطور جعل بلادنا تحتل المراتب الأولى عالميا في هذا المجال ومرّ التصدير من 400 طن في 1999 إلى 10 آلاف طن سنة 2008، مما يمثل نسبة 72 بالمائة من المنتوجات البيولوجية في تونس صدّرت في معظمها إلى الولايات المتحدة وأوروبا. أما الأهداف المرسومة لسنة 2014 فهي بلوغ 225 ألف هكتار وإنتاج 35 ألف طنّ من الزيت لتصدير 20 ألف طنّ.