شبيبة القيروان، عن حسن نيـّة

حسن الحليوي، شبيبة القيروان، عن حسن نيـّة...
بدون مقدمات، ولا ديباجة، ولا بروتوكولات، أسوق هذه الملاحظات

يلاحظ المتأمل في تاريخ ومسار الشبيبة جليا أن استفحال الأزمة قد تزامن مع بداية عصر 'اللاّهواية' (نصف الاحتراف) –والعيب فينا– حيث فشلنا فشلا ذريعا ومستمرا في مواكبته واستمرار هذا الفشل في عصر الاحتراف من جراء تشبث نفس الوجوه بمواقعها داخل تركيبة الهيئات المتعاقبة على اختلافها وبالتالي سدّ كلّ المنافذ أمام وجوه شبابية، وخاصة متعلمة قادرة على المواكبة والتجديد (على عكس ما نسجله ونثمنه على مستوى التجمع الدستوري الديمقراطي –كمثال– الذي انتهج التشبيب دون التفريط في حكمة الشيوخ).

فشبيبة القيروان يختصّ واقعها بما يلي:

· الجمعية الوحيدة في عالم الكرة التي تدور في حلقة لولبية مفرغة (ressort) منذ ما يزيد عن العقدين (انظر تعاقب الرؤساء على الشبيبة والدورات المتقطعة لهم ومن ورائهم تركيبة الهيئات المديرة وتكرار تمسكهم بمباشرة مهامهم لدورات متكررة تتراوح بين2 و7 دورات).

· استمرارية تواجد عديد الوجوه لفترة تفوق الـ20 سنة رغم التعاقب المشار إليه للرؤساء ومدى اختلافهم على مستوى التوجهات والرؤى والاختيارات.

· الاتكال الكلـّي على دعميْ السلطة والأب الروحي للشبيبة السيد عزيز ميلاد لعدم القدرة على إيجاد حلول أخرى مختلفة ومستحدثة بما فيه الكفاية ذات خصوصية قيروانية صرفة إن لزم الأمر (مثال: إحداث قطار سياحي وتمتـّع الشبيبة برخصة استغلاله، منح قطعة أرض في مكان متميز لاستغلاله من طرف الشبيبة كفضاء تجاري / ترفيهي / إداري / تأطيري...، إعادة النظر في تخصيص جزء أوفر كما في السابق من معاليم زيارة السواح لمعالم القيروان للشبيبة).

· التصدّي المقصود أو اللاّمقصود لكلّ محاولة لتغيير المعمول به والمنازعة على تثبيته من قـِبل الوجوه المحتكرة لأغلب المقاعد بالهيئات المديرة المتعاقبة.

· تسلـّل بعض الوجوه من ذوي المطامح السياسية أو الاقتصادية أو غيرها داخل الجمعية للانتفاع الشخصي... وما تـَعـْقـُبُ هذه الوجوه من أذيال وجدتْ هي نفسـَها مصالحـَها (وإن صغـُرت) بالجمعية.

· إقصاء المرجعيات بالجمعية (وعلى مختلف المستويات والخلفيات وهي عديدة، كالسادة: الحاج أحمد عيـّادة، القائد محمد الكافي، خليفة السعدي، عبد الرزاق يزيد، عبد الوهاب بن حسين، الحبيب بن حليمة، حبيب النجار، الهذيلي وحسين فيالة، مصطفى القداح، علي الطرابلسي، زبير الكعبي، محمد الحطاب، حافظ العلاني، حمادي المستيري، رشيد مفتاح، عز الدين عبد الكافي، عمر عوينة، صالح الصيد، عبد اللطيف العلويني، منصف معمر، عبد العزير الهمامي، السيد غويلة، محمد اللبان، رضا بدرة...) واللجوء إلى لجنة تنسيق التجمع أو البلدية (مع الاحترام الشديد) وما يترتب عليه من تداعيات قد تكون غير محمودة نظرا لعدم المعرفة الدقيقة بمجريات الأمور داخل أسوار الجمعية (وهو أمر بديهي).

· تهميش الدور التربوي والإداري والتأطيري لأصناف الشبان ومركز التكوين والاقتصار على الجوانب الفنية والمالية وما ينجر عنه من خروج المتميزين من الفنـّيين واللاعبين أو الاضطرار لبيعهم مبكرا قبل الاستفادة منهم بصنف الأكابر. وهو ما نتج عنه فراغ مستدام في هذا الصنف وبالتالي التعويل على الانتدابات المتوسطة الإمكانيات بالضرورة –في أحسن الأحوال– بالنظر للوضعية المالية للجمعية.

· تغييب –بالقصد أو بدونه– للجنة فنية محترفة والتعلل بعدم تفاهم الفنيين فيما بينهم والمساهمة في تعميق اختلافاتهم وتأجيجها –إن وجدت.

هذا الوضع أفرز مدرستيـْن فكريتيـْن متوازيتيـْن متباينتيـْن متصارعتيـْن في صلب الشبيبة (وإن أنكر أو تغاضى البعض):

وجهة تقليدية، كلاسيكية، تتجسد في 'الترويكا' الحالية العائدة المـُنـَصـّبة؛

وجهة تحديثية إصلاحية تتجسد في لجنة كرة القدم الموحدة المـُجـْهـَضـَة بعد أقل من شهرين من إحداثها (قرار فاتح العلويني بشأن كرة قدم الشبيبة: شوط إستراتيجي في 'نيولوكْ' يتقدّم بثبات).

وهو ما أدّى إلى وضع أسوأ من سابقه يقوم على الازدواجية والتناقض غالبا أفرز بدوره ارتجالية عشوائية وتخبطا وتراجعا متواترا في القرارات والمواقف والتلويح المتكرّر بالاستقالة من لدن السيد رئيس الجمعية الحالي –ومـِنْ ورائـِه المدير الرياضي المـُنـْتـَدَب– وفي حصول الاستقالات (المكتوبة والشفوية) وتشتيت المجهودات على اختلاف نوعيـّتها ومصادرها.

وعليه:

فالسيد حمادي المعلول وإن واصل فلن يستطيع بأي شكل من الأشكال أن يحل كلّ هذه المشاكل الهيكلية المزمنة لوحده في مواجهة الفكر التقليدي المشار إليه. والـ'ترويـْكا' –وإن أظهرتْ تماسكها واتحادها– لنْ تستطيع، وبأي حال من الأحوال ووفرة المال، أن تحلّ المشاكل المذكورة لوحدها أيضا.

همسة 1، في أذن السيد حمادي المعلول : أنك سابق لعصرك؛

همسة 2، في أذن الـ'ترويـْكا': أنك متأخرة عن عصرك.

همسة 3، في أذن السيد شيخ المدينة: سابقة أن تتمّ تزكية و/أو إقصاء أعضاء لجنة كرة الشبيبة في مقر بلدية القيروان وفي مكتب شيخ المدينة تحديدا.

فلـْيـُواصل 'المعلول' حـُبـه للشبيبة، ولـْيحافظ على كرسية بالمدارج، ولـْتواصل الـ'ترويكا' عملها في الشبيبة وألا تستميت في التشبث بمقعدها بدكـّة (بنك) الاحتياط...

ولـْيكفّ المعلول عن التخاطب مع الصحافة المكتوبة، ولـْتـُقلع الـ'ترويكا' عن الظهور في الصحافة المرئية.

ولـْنقف جميعا، غاضبون ومغضوبون، سائلون ومسؤولون، 'فاتقون وناطقون'، صارخين: تحيا الشبيبة... آملين في غد أفضل، وشبيبة أبقى، وشباب أرقى وأكمل... وأقدر على "رفع التحدّيات"...

اتصل بي هذا المساء السيد عبد الرزاق طراد ليوضح لي بعض النقاط من أهمّها
ـ اجتماع البلدية الأول تمّ بمحض الصدفة حيث لم يتم الترتيب له ،وكان في شكل دردشة ودية حتى اقترح السيد رئيس البلدية عودتي و وعودة الأخ بشير لحمر والأخ كمال الشملي
ـ أنّ عودتنا لا تمثل مشكلا للسيد حمادي المعلول الذي نكنّ له كل الإحترام بل هي تلبية لنداء الواجب وتعبير عن حبّنا للشبيبة والتفاف حولها وهي ليست لقيادة الفرع بل لمواصلة العمل ضمن اللجنة التي أنتمي إليها
ـ أنّ من نقل الحديث لم يكن أمينا بل وقصد اشعال نار الفتنة وقد واجهته في الاجتماع اللاحق مذكّرا إياه بما وقع في تلك الجلسة بحذافيرها حيث لم يصدر فيها أيّ تجريح في السيد حمادي المعلول سوى رفض السيد البشير لحمر العمل تحت إمرته لأنّه أسنّ منه وأكثر خبرة ميدانية ولكن عبر عن استعداده للعمل في أيّ موقع آخر
ـ أنّ حبّنا للشبيبة مؤكد قولا وفعلا وليس فيه أي مصلحة خاصة

وتلقيت الرد التالي على ايميلي من الاخ حسن الحليوي
تعقيبا ـ لا ردّا ـ على ما تمّ تكليف السيد "فارس" والإستنجاد به للتعبير كِتابةً قصد التوضيح كما ذُكر،أقول :
اِيمانا منّي بما لديك ـ يا سي "عادل" ـ من الكفاءة الفكريّة و اللّغويّة و الشعريّة و ما تحمِلُه من حِسٍّ صحفيّ إِحترافي (رُغم عدم تطابق الأفكار و المواقف بيننا أحيانا) ، أجِدُني مُجبرًا على التساؤل مُندهِشا:
ـ كيف "تُمَوْقِعُ" ما أسميتهُ توضيح عقِب ما نشرتُه شخصيّا و مباشرة بنفس الصفحة؟ هل لأفْهَمَ (و كلّ القرّاء) أنّ ذاك المُسمّى توضيح القصدُ منه الرّد على ما" صدر مني"؟.فإن كانت الغاية تلك،فهو الجهلُ بِعينهِ(و أنتَ أرقى)بفحوى و أبعادِ ما كتبتهُ و قصدتُه. إذ لا يستقيمُ الأمرُ اِطلاقا،
لا شكلا: فما أوردتهُ كان خالصًا مني فكرةً و كتابةً و إمضاءً (و لو كرِه العاجزون
و لا مضمونا: حيث أنّ المقصود ممّا ناديتُ بهِ و ماأزال هو فعلا التصدّي لما عنْونتَهُ ب"التوضيح" والدالِّ(عكسَ ما أُرِيدَ به) أشدّ الدلالة على تكريس العقليّة التقليديّة القائِمة على الصُدَف في الإجتماعات والدردشة في القرارات و الودّ في الإختيارات و التلاعب على المتناقضات و تُكرارِ جرِّنا الى شخصنةِ المُشكلات وإحتكار المناصب والصِّفات في مُختلف المؤسسات و الجمعيات و"التَّعفُّف" من الخلافات و التَّخفّي وراء التّعلاّت كالسنّ و الخبرات ...عافانا الله جميعا ممّا هو آت...
و عليه،فإنّي ألتمسُ منك ـ سيدي ـ مُعالجة الأمر و شكرا سلفا.
الإمضاء
الحامدُ لله القدير على جعلهِ قادرا على التقدير و التعبير و الزّاهد في المناصب و التسيير…