ministre d'un jour

... فادي، حمزة، نضال، زياد وأحمد أطفال بالكاد تخطوا عتبة عقدهم الأول لم يبارحوا بعد مقاعد المدرسة الابتدائية إلا أنهم بادروا منذ الآن بحجز حقيبة وزارة التربية في إحدى التشكيلات الحكومية القادمة لفترة ما بعد الثلاثينيات من القرن الحالي.

ويبدو أن تبكيرهم بإعلان رغبتهم في الإشراف على أحد أهم الوزارات تأثيرا على المجتمع ليس اعتباطيا بل جاء نتاج انبهارهم الواضح بقيمة هذا المنصب والدور البالغ التأثير للمؤتمن على شؤون التربية والتعليم في تشكيل ملامح مجتمعات الغد وعقول رجالها ونسائها ومما زادهم انجذابا لكرسي الوزير ما لمسناه من إعجاب بمكتب وزير التربية الحالي أثناء الزيارة التي قاموا بها أول أمس صحبة وفد تلمذي وتربوي من المدرسة الابتدائية سيدي عبد الرحمان بوذرف من ولاية قابس إلى مقر وزارة التربية تجولوا خلالها بمختلف أروقة البناية بما في ذلك مكتب الوزير في بادرة أولى من نوعها لم تسجل في تقاليد المشهد التربوي حسب ما تم تداوله خلال الزيارة.

وبعفوية الأطفال جلس البعض على كرسي الوزيرو التقطت لهم صور تذكارية وقد أعرب جانب منهم عن الأمل في تجديد العهد مع هذه الجلسة يوما ما بصفة رسمية بتحمل مقاليد هذه الوزارة وفي ظل تعدد الترشحات لهذه الخطة يعتقد أنّ التنافس للتداول على المسؤولية سيكون شديدا سيما وأن بعضهم لم يتردد في الكشف عن توجهات الإصلاح التربوي المطلوب تكريسه إبان تسلم المسؤولية في غضون العقود القادمة من ذلك اتفاق فادي وحمزة على تخفيف البرامج التربوية ومستلزمات الدراسة حتى يخف الحمل على المحفظة مع اعتماد المعدل والرتبة في النظام التقييمي المستقبلي فيما يراهن نضال على تحجير تقديم الدروس الخصوصية في كل المستويات واقترح رفيقه زياد تعزيز هذا التوجه بمنع الواجبات المنزلية وعدم إرهاق التلاميذ بكم هائل من التمارين والفروض المنزلية اليومية. وشكل تغيير نظام الامتحانات توصية أخرى صادرة عن تلميذة أبدت امتعاضا من الصيغة الحالية المعتمدة في الابتدائي داعية إلى انتهاج أسلوب الأسبوع المغلق للفروض التأليفية المتبع بالثانوي.

ويبدو أن معضلة الزمن التربوي سيتجدد طرحها مستقبلا وستكون بدورها من بين المشاغل التربوية المزمنة المعروضة على وزراء التربية والتعليم في المستقبل البعيد وقد لمسنا في هذا المستوى تباينا في المقترحات المطروحة لمعالجة هذا الملف في سياق الحوار التلقائي الدائر بين جموع المترشحين لهذا المنصب الوزاري بإقرار-نضال- التخفيض في أيام الدراسة إلى ثلاثة أيام واقترح تلميذ آخر أسبوع الأربعة أيام فيما رأى معالي وزير المستقبل -أحمد- في الاكتفاء بيوم دراسة واحد في الأسبوع مع الحضور الإجباري بالقسم واعتماد الدراسة عن بعد بقية الأيام خير طريقة لترغيب التلاميذ في الدراسة. وقد لاقى هذا التصور استحسانا فوريا من إحدى التلميذات مطالبة بتكثيف الأنشطة الترفيهية والتثقيفية.

عند هذا الحد توقفت «الدردشة» حول أحلام ثلة من التلاميذ دخلوا أول أمس وزارة التربية ضيوفا ومن يدري فقد يعود البعض منهم بحقيبة وزارية رسمية.