caravane sanitaire à kairouan

مرافقة للقافلة الصحية بالقيروان

من السنن الحميدة التي دأب عليها التجمع الدستوري الديمقراطي منذ أكثر من ثمانية عشر والتي تدخل في نشاطه التضامني والإنساني سُنَّة القوافل الصحية المتضمنة لعديد أطباء الاختصاص الجامعيين.
وفي هذا الإطار تابعت القافلة الصحية الشهرية التي زارت القيروان الاثنين 1 فيفري وموعدها ثابت لا يتغير منذ سنين فهي تأتي أول أثنين من كل شهر .
الثامنة صباحا وأمام باب قسم الإستعجالي بمستشفى ابن الجزار وقف جمع من الإطارات الصحية من بينهم مدير المستشفى والمدير الجهوي للصحة العمومية وممثل عن التجمع وغيرهم ينتظرون وصول الحافلة المقلة للأطباء. قال لي في الأثناء السيد البشير السنوسي مدير المستشفى، نحن تعودنا على هذه القافلة التي تحافظ على وتيرتها الشهرية هذه السنة أيضا وهي تشمل عديد الاختصاصات ، ودور الأطباء فيها ليس المعالجة بل التأطير والإضافة للإطار الطبي العامل بالمستشفى وهي فرصة للأطباء الداخليين والمتربصين لعرض الحالات المستعصية والتي تتطلب رأي اختصاصي في المجال فهي فرصة أولا للتأطير والقيام بالعيادات المجانية للمواطنين والاستفادة من خبرة الأساتذة وإمكانياتهم ، وأضاف: لا أخفيك فهذه القافلة تمثل عند قدومها عرسا عائليا للمستشفى والمواطنون تعودوا عليها وينتظرونها.
وحدثني السيد المدير الجهوي عن عراقة هذه القافلة التي بلغت عامها الثامن عشر و قد ثمن الرعاية الموصولة من لدن سيادة الرئيس والتجمع فهذه القافلة تمثل امتدادا لتحسين الأوضاع داخل الجهة بتدعيم طب الاختصاص في المناطق الداخلية فوفرت هذه القافلة عديد الاختصاصات المفقودة داخل الجهة وقربت للمواطن طبّ الاختصاص، فهي امتداد للمسار التضامني والإنساني المرعي من قبل أعلى هرم السلطة، ويضيف المدير الجهوي أن اليوم بدأت هذه القافلة تأتي بثمارها باعتبار تطور طب الاختصاص في القيروان ففي سنة 2009 وقع انتداب أكثر من 18 طبيبا مختصا بالقيروان وكان ذلك بحافز من هذه القوافل الصحية التي كان هدفها في البداية تحفيز أطباء الاختصاص بالبقاء في هذه الولايات فالعيادات مختلفة والاختصاصات متوفرة وبفضل هؤلاء الأساتذة النيرين الذين يأتون في هذه القوافل دعم كبير للجهة من حيث التأطير والتكوين ورعاية المرضى ذوي الأمراض الصعبة والمستعصية.
وصلت القافلة الثامنة ونصف صباحا يتقدمهم رئيسها الدكتور الأستاذ خميس النقاطي ومعه ثلة من الأطباء وقبل أن يتوزعوا على مختلف الأقسام والمراكز الصحية الأخرى بالمدينة كانت لنا معهم دردشة لطيفة .
أخصائية مرض الجلدة الدكتورة سميرة بودن مبتهجة بمشاركتها في هذه القافلة التي قادتها إلى مسقط رأسها وهي المتعودة على الذهاب إلى الجنوب خصوصا قبلي وهي تعتبر أن مثل هذه البرامج تمثل تجربة جيدة لأنها تمكن من الكشف المبكّر عن عديد الأمراض التي يتجاهلها أصحابها لعدم فهمهم اياها ولكن تمكن العيادات في مثل هذه القافلة من الكشف عنها ومداواتها في الإبان.
الدكتور عمامو الأخصائي في الإنعاش الطبي يقول: سأرى مع أطباء القيروان المرضى الذين لهم مشاكل في الإنعاش وأريد أن أبشركم أن وحدة للإسعاف السريع قد تركزت في القيروان وستنطلق قريبا فالمقر أصبح جاهزا ووسائل الاتصال قد اقتنيت وأصبح هناك سيارة ثانية للإسعاف صنف أ مع تعيين الإطار شبه الطبي والطبي ، هذه مرحلة أولى ستتلوها خطوات أخرى بأن يكون للقيروان أسطولها الخاص بها مع أقسام فرعية في المعتمديات التي تشكو نقائص في التجهيزات.
وأكد الدكتور توفيق النجار المختص في أمراض الجهاز الهضمي والكبد أن القوافل الصحية عمل نبيل وأنه رغم وجود مختصين في القيروان في أمراض المعدة والأمعاء ولكن هناك تكامل فقسم أمراض المعدة في القيروان يتعامل مع مستشفى شارل نيكول في الحالات الخطيرة للعلاج بالمنظار أو الجراحة فنحن هنا نقوم بعيادات وتوجيه، وأنا أساهم في هذه القوافل منذ بداياتها وهي تجربة هامة جدا تربط المستشفيات الجامعية بالجهوية.
بعد هذه الدردشة اللطيفة انتقل كل أستاذ إلى عيادته فالدكتور عمامو انتقل الى الوحدة الجراحية الأغالبة والباقين بقوا في مستشفى ابن الجزار بينما تحول رئيس القافلة الأستاذ خميس النقاطي إلى مقر وحدة التغذية التطبيقية بسيدي عبد القادر وارتأيت التحول معه إلى هناك لأواكب عن قرب عيادة من عيادات القافلة الصحية.
في الطريق ذكر لي الأستاذ النقاطي أن تجربة القوافل الصحية تجربة عريقة تبلغ هذه السنة سنتها الثامنة عشرة وهي تمثل استجابة لسد حاجة المواطن في كل المناطق لبعض الاختصاصات وتساهم الكليات حسب الحاجيات بعدد يقل ويكثر حسب الطلب وفي تونس هناك ستة عشر قافلة صحية قارة كهدية من سيادة الرئيس والتجمع.
ويؤكد الأستاذ النقاطي أن هذه القوافل حفزت عديد الأساتذة على الإستقرار في المناطق التي يذهبون إليها بعد إعجابهم بالجو والمكان فالدكتور الجمني مثلا ركز قسما كاملا بالقيروان في اختصاص الكلى والمجاري البولية وأصبح هذا القسم مدرسة لتخريج المختصين وأصبح قطبا يأتونه المرضى من كل مكان حتى من المدن الجامعية.
وأضاف الدكتور هناك أيضا اختصاصات أخرى استقرت في القيروان وقدمت بادئ الأمر مع القوافل كمرض القلب وغيرها، والشيء الإيجابي الآخر هو التوأمة بين الأقسام الموجودة في القيروان وتونس وذلك بالاتصال المباشر وعندما يكون هناك مشكل فهو لن يستحق لإجراءات كبيرة.
ويضيف الدكتور النقاطي أن مما يُحسب للقافلة الصحية التكوين المستمر الذي يقع بصفة دورية ومعاينة إمكانيات العمل والتدخل عند وجود النقائص في حوار مع المسؤولين فالإنجازات تتم بهذه الطريقة وهي ملموسة على أرض الواقع والعمل مازال كبيرا لتطويقها كلها والقافلة من ناحيتها ما هي إلا محاولة لسدّ بعض الثغرات.
تركنا الطبيب لعمله وحاورنا السيد جلال سعد الله ناظر وحدة التغذية التطبيقية وهي عبارة على مركز صحي متكامل لمرضى السكري خصوصا تتم فيه مراقبة المرضى وتوجيههم ومداواتهم.
يقول السيد جلال أنه لا بد من شكر التجمع الدستوري المبادر لهذا العمل الخيري والتضامني مؤكدا على وجود إطار كفء في الوحدة لكن زيارة أستاذ يطمئن نفسانيا المريض ويدعم ما يقوم به إطارنا الطبي وكذلك يمكننا من المستجدات والمستحدثات في هذا الاختصاص فدور القافلة توجيهي وإرشادي كذلك.
واستوقفنا مريضة خارجة من الكشف لنسألها عن انطباعاتها حول مثل هذه القوافل الصحية فأجابت أنه من المطمأن أن أعرض نفسي بعض الأحيان على أساتذة مبرزين في مجالهم دون الاضطرار للتحول إليهم، نعم القوافل فكرة طيبة وتنسجم مع روح التضامن السائدة.