colloque école de médecine Kairouanaise

باشتراك بين المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة " ايسيسكو" ومركز الدراسات الإسلامية بالقيروان و بالتعاون مع الجمعية التونسية لتاريخ الطب والصيدلة افتتحت يوم 17 نوفمبر 2009 الندوة الدولية حول مدرسة القيروان الطبية وموقعها في الطب العربي الإسلامي.
تتناول أبحاث الندوة موضوعات عن المدرسة الطبية القيروانية عموما وعلى مدى ألفي عام وأخرى عن القيروان بوصفها حاضرة للطب في القرن الرابع الهجري، مع التعريف برجالاتها الذين يسمون بفقهاء البدن وفي طليعتهم أبو جعفر بن الجزار، وتناولت الأبحاث الأدوية وبعض الأمراض مثل أمراض المعدة وخفقان القلب والمعوقين في الطب الإسلامي وأتت على أنواع من الطب بينها الطب النفسي للأطفال والطب الوقائي وطب العيون وتحدثت عن المصطلحات الطبيّة وعن العلاقة بين الطب والصيدلة وخصصت أبحاثا للعلاقة بين مدرسة القيروان الطبية وغيرها من المدارس وتأثرها بها فكان من ذلك بحث عن اثر هذه المدرسة على المدارس الطبية المغربية وما أخذه الزهراوي في مدرسة ابن الجزار وعلاقة الفكر الطبي الأبيقراطي بمدرسة القيروان ومدرسة القيروان الطبية في المصادر الشامية واقتباسات ابن المطران من أطباء القيروان.
وفي افتتاحه لهذه الندوة عبر مدير مركز الدراسات الإسلامية عن ثراء القيروان في شتى المجالات حيث لم يقتصر نبوغ علماءها في الآداب والعلوم الشرعية بل تعداها إلى علوم الحيل والطب والصيدلة وما هذه الندوة التي ستبحث في مجالات القيروان الطبية إلا دليل على ذلك.
وألقى الأستاذ محمد كمال الغماري كلمة الأسيسكو والتي عبر فيها عن شكره لكل من ساهم في إنجاح تظاهرة القيروان عاصمة ثقافية اسلامية وجميع فعاليتها.
وعبّر ممثل الأسيسكو الأستاذ محمد الغماري عن سعادة المنظمة باحتضان القيروان هذه الندوات المهمة باعتبارها الحاضرة الإسلامية ذات المكانة المتميزة في قلوب المسلمين وأضاف أن مدرسة القيروان الطبية اشتهرت بمساهمتها العلمية الراقية والمنوّه عنها في مصادر التاريخ العربي لكن أكثر ما اشتهرت به هذه المدرسة هو طابعها الإنساني المميز من خلال عناية اكبر أطبائها ابن الجزار بطب المعوزين والمحتاجين وفي ذلك يقول : أنه شرع في تأليف كتابه المعروف بطب الفقراء والمساكين لمّا رأى كثيرا من أهل الفقر والمسكنة يعجزون أن ينالوا منافع كتابه زاد المسافر وغيره. وتلك لفتة إنسانية لا يمكنها أن تمر دون إشادة بعلماء هذه المدينة التي أجمعت المصادر على اتصافهم بالعلم والزهد وجمعهم بين الجد في العمل والإخلاص في العبادة ولذا فلا غرابة في تميّز مدرسة القيروان الطبية بهذا الملمح الإنساني الرفيع والمدفوع بتعاليم الدين الإسلامي وأخلاقه السامية.
وأشار الأستاذ الغماري أنه خلال الأنشطة التي أقامتها الأسيسكو في القيروان بمناسبة اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2009 عن المنطقة العربية، أظهرت الدراسات والأبحاث المقدمة عنها تنوعا في التخصصات العلمية التي ازدهرت في بيئتها وتميزا في التراث الذي تركه علماؤها في معظم تلك التخصصات، مع تفوق نوعي في علوم الفقه والأدب والطبّ.
وأضاف أنّ مشاركة أساتذة الجامعات والأطباء العرب من كل من المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر والسعودية وسوريا والعراق في هذه الندوة تعكس الوحدة الثقافية التي تتميز بها النخبة المثقفة في العالم العربي، وتعكس من ناحية أخرى المكانة الخاصة التي تحتلها القيروان في الذاكرة العربية والإسلامية.
وبين ممثل الأسيسكو حرص منظمته على الاستفادة من هذين الخصيصتين في التحضير لندوة ناجحة تقدّم أبحاثا مميزة في محاورها، وتكتسب التنوع والجودة في مادتها.
وفي كلمته عبر والي القيروان عن حسن اختيار هذا الموضوع وتوفيق المنظمين في اختيار محاوره لما بلغته القيروان من ازدهار كبير على المستوى العلمي فاسحاق بن عمران المبدع في الطب النفسي وابن الجزار الذي فتح بيته مستشفى للفقراء مثالان على ازدهار القيروانيين قديما في هذا الفن.
وقدم الدكتور أحمد ذياب رئيس الجمعية التونسية لتاريخ الطب والصيدلة مداخلة طريفة قدّم فيها اسئلة وفقرات من المحاضرات التي ستقدم في الندوة وقال أن هناك الكثير من المشاركين في الندوة من شتى أنحاء العالم الغربي حرصت شخصيا باعتباري المنسق العلمي للندوة على وجود الرأي الآخر بدعوة الأستاذة جوال ريكوردال من فرنسا لتقول لنا رأيها في الطب الإسلامي والسيد جيوفاني كاتالاني من ايطاليا ليقول لنا رأيه في قسطنطين الإفريقي الذي أخفى مصادره لاعتبارات أمنية إبان الحروب الصليبية فادعوا أنه ابتدع أراءه وعلمه
الهدف من هذه الندوة تسليط الضوء على جزء من الحضارة لم يعترف به داخليا وخارجيا. داخليا بجهل الناس لحضارتهم وخارجيا بأن ما هو إسلامي مكتوم ومكبوت ومعتم عليه فدور مثل هذه الندوات هو إبراز إسهاماتنا العلمية والحضارية في التاريخ الإنساني.
و بالإضافة إلى تنظيم الندوة قامت الجمعية بإقامة معرض يهتم بالطب التونسي عبر ألفي سنة من التاريخ وعرض ل450 آداة جراحية استعملها الأطباء في العصر الوسيط وهي تمثل شاهدا على تطور الأطباء في ذلك العصر ولوحات زيتية لأطباء القيروان.
والجدير بالذكر أن جمعية تاريخ الطب والصيدلة تأسست في أوائل الثمانينات على أيدي أعضاء مازالوا موجودين في الجمعية توفي منهم رئيسها الدكتور سليم عمّار ومقرّها تونس العاصمة بعمادة الأطباء.
ونظمت في الثلاث سنوات الأخيرة 10 ندوات حول تاريخ الطب والمصطلحات القديمة وفوائد التعلم في المصطلحات القديمة وربطها بالمصطلحات الحديثة.
ومما يستحق الذكر هو متابعة جمعية قدماء معهد نهج الباشا فعاليات هذه الندوة بحضور حافلة تضمّ عشرات من المنخرطات تتقدمهن رئيسة الجمعية الدكتورة نايلة بن ناجي جبيرة.

من المشاركين بالحضور في هذه الندوة جمعية قدماء نهج الباشا وهي جمعية تضم عديد الدكاترة والمهندسات والأستاذات والكوادر العليا وقد فضلت المشاركات الحضور لمواكبة فعاليات الندوة وقضاء اليوم في القيروان وقد كان حضورهن ملفتا وسأوافيكم بحوار قمت به مع رئيسة الجمعية رفقة الصديق ناجح الزغدودي

من العضوات النشيطات القيروانية روضة بوخريص