les artistes peintres Ahmed Hmida et Khaled miled

أحمد حميدة رسام تشكيلي عصامي يمارس الرسم منذ عشرين سنة كان له لقاء على هامش المعرض الجماعي الذي تنظمه جمعية الفنانين التشكيليين بالقيروان وسألته:
- في رسومك نرى القيروان بمعالمها وتفاصيلها حاضرة فهل هي محمل أم مبرّر لرسومك؟
* القيروان مجرد تعلة للحفر في الألوان واستقصاء درجاتها للوصول في المغامرة التشكيلية إلى حالات من الإشراق والشفافية لأن الرسم الحديث أساسا هو تعبير باللون للوصول وتنبني هذه الشفافية على تفجير الضوء في اللوحة.
- في لوحاتك كثير من التشخيص مع توق للتجريد فإلى أي نوع أنت مشدود؟
*قضيّة الفن التشخيصي أو التجريدي قضية مغلوطة إذا أخذنا بالإعتبار هذا التصور ولكن تبقى اليروان حاضرة في الوجدان ومحمل مميّز للفنّ التشكيلي، فهي على عكس مدن اسلامية عديدة تتوفر فيها قيمة ضوئية استثنائية عبّر عنها بول كلي أبلغ تعبير حين قال وهو يعيش حالة انبهار بهذه القيمة الضوئية: إنّي مغمور بالضّوء.
- أراك تحتفي في بعض لوحاتك بالآلة الموسيقية. فما علاقة التشكيلي بالموسيقي؟
* لأنّ ليس هناك فاصل بين الرسم والموسيقى فالرسم في جوهره موسيقى فإذا كانت تقوم على توازن الأنغام والإيقاعات فإن الرسم يقوم على التوافق بين الدرجات اللونية وبهذا المفهوم يصبح الرسم كالموسيقى وسيلة لتزكية الذات والعروج بها إلى أعلى درجات الإتزان والإستقامة. والمقصود بالموسيقى هي التي تكون وسيلة لتعديل الأوتار الداخلية للذات البشرية واستكشاف ماهو الهي فيها ولا محدود فلا تخلو بهذا التصور من أبعاد تعبدية وكذا الشأن للعملية الإبداعية في الرسم التشكيلي إذ يكون الغرض من الحفر في الألوان البحث عن التوافقات في درجاتها و البحث عن ما هو مضيئ وجميل في الذات البشرية ليطوي الرسام ما بداخله من قبح واختلال في التعاطي مع الذات ومع الآخر وتحضرني قولة لطاغور الموسيقي والرسام إذ يقول : إن كبر الألم فذلك سيدي لتعديل الأوتار.
- حدثنا عن التقنية التي تتشبث بها في عمليتك الإبداعية.
*حرصت على تنويع المحامل والتقنيات ولكن أبقى مشدودا للرسم بالسكاكين لأنه يتيح الفرصة بالتعامل مع مادة طيّعة تجعلك تشعر أنها تدعوك للنفخ فيها من أنفاسك وهواجسك.

من أعمال الفنان أحمد حميدة