Psychiatrie et culture

"الموروث الحضاري : انعكاساته وتأثيراته في الطب النفسي"

تحت إشراف سيادة وزير الصحة العمومية وبشراكة مع فعاليات القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية التأمت بالقيروان السبت الماضي ندوة حول علم النفس والثقافة أشرف على إعدادها قسم الأمراض النفسية بالمستشفى الجهوي بالقيروان.
افتتح الندوة الدكتور محمد رشيد عطاءالله رئيس القسم ليبين أن علم النفس ملتصق تماما مع الموروث الثقافي الذي يجب الغوص فيه أكثر كما فعل الدكتور الشهير المرحوم سليم عمّار الذي بحث كثيرا في هذا المجال ونشر عديد البحوث الموغلة في الإرث الثقافي والمحاولات الجدية لفقيد الطب النفسي بالقيروان الدكتور أنس العلاني الذي بحث في الممارسات الثقافية ودورها في العلاج قديما كذلك عبر الدكتور على سروره ببرمجة هذه الندوة ضمن فعاليات التظاهرة ليأخذ الكلمة إثر ذلك الدكتور جعفر ماجد الذي شكر لقسم الصحة النفسية مشاركته في التظاهرة الذي يعبر عن وفاءهم وتقديرهم لمدرسة القيروان الطبية ومساهمتهم في إبراز الجانب العلمي في برنامج الاحتفالات حتى لا ينحصر النشاط في إبراز المخزون الأدبي والفقهي وحتى لا يغمط حق علماءها وخاصة أطباءها، فالقيروان أسست لمدارس أدبية وفقهية وأشعت على محيطها وحتى على أوربا ولكنها أسست أيضا مدرسة طبية.
وأن يكون إسحاق بن عمران محورا من محاور الندوة تقدير لهذا الطبيب الذي اعتبره حسن حسني عبد الوهاب المؤسس الأول للمدرسة الطبية بإفريقية وهو قيرواني رغم أصله البغدادي للعشرين سنة التي قضاها بالقيروان وللكتب التي ألفها بها وهو الطبيب الذي كانت له عصا السبق في وصف العقاقير المركبة في كتابه " في الأدوية المفردة" وقد تأكد أن أشهر كتبه "ماليخوليا" الذي سطا عليه قسطنطين الإفريقي قد كتب بالقيروان ولكن لا بد أن لا تطمس مجهودات ابن عمران مجهودات أطباء آخرين فابن الجزار في كتابه "سياسة الصبيان وتدبيرهم" ذكر العوامل المؤثرة في تكييف شخصية الطفل ولقد ذكر الدكتور المرحوم سليم عمار أنّ الطبّ العربي جعل الإنسان محور اهتماماته والمدرسة الطبية بالقيروان خير معبر عن هذا التوجه.