Homage à Abdalah KHairi

السيد عبدالله خيري غادرنا هذا العام بعد أن بقي معنا في إعدادية ومعهد شارع فاس مديرا لسنوات اشتغل فيها بجد وحزم واعطى من وقته وأعصابه وجهده وخبرته الشيئ الكبير والنوعي فبماذا يا ترى تجازيه وزارة التربية والتكوين؟ بترقية؟لا.. برسالة شكر حتّى؟ لا.. لقد تخلت عنه الوزارة دون ذنب أتاه سوى أنه ليس له بعد الباكالوريا أربع سنوات.. هكذا بجرة قلم تتخلى الوزارة عن كفاءة.. إن الذي حزّ في نفسي ليس هذا حقيقة ولكن ذكرتني الحادثة بقصة اسمها جزاء سنمار والغريب أن الخاسر ليس هذا المربي الذي عاد إلى المئزر الأبيض والطباشير بل الوزارة وتونس... نعم فهذا الأستاذ المدير وأمثاله الذين تخلت عنهم الدولة كفاءات وخبرات في التسيير والإدارة بل إنهم مكونون للمديرين الجدد... واليوم كرم أساتذة معهد شارع فاس وتلاميذه هذا الرجل فدعوناه إلى المعهد وقدمنا له هدية متواضعة وكلمات رقيقة اعترافا منا بالجميل الذي جحدته الوزارة التي كان عليها أن لا تطبق قانونها بصفة قبلية وقد بالإمكان تكوين هؤلاء المديرين ومطالبتهم بإكمال ما ينقصهم من شهائد في مهلة معينة.. التلاميذ أيضا صفقوا على مديرهم السابق لدى خروجه من قاعة الأساتذة...
هذه كلمة حق أقولها في الرجل بعد أن صار زميلا لي ولم يعد رئيسي أقولها الآن لأني لست حامل قفاف بل معترف بالجميل